كيف تشعر عند التأمل والى ماذا تصل روحك؟؟

 

تأمل على الجبل

ماهو التأمل وماهو الشعور الذي أصل له أثناء ممارسة التأمل؟


البعض يسألني كثيراً ماهو التأمل وكيف أقوم به وماهو الهدف منه وماالشعور الذي سأحصل عليه اثناء التأمل وبعده أيضاً

التأمل هو الحالة التي تصل بها الى حالة من السلام الداخلي والتي تنعكس بدورها على حيويتك وهدوء عقلك من الأفكار وهذا أبسط تعريف لعملية التأمل فهو صلة وصلاة تؤدى بأي شكل وفي أي وقت حين تشعر بحاجتك الى ذلك , لكنك حين تمارسه بشكل أكثر عمقاً  يصل بك الى ماهو أبعد من السلام الداخلي والخارجي , يصل بك الى الإتحاد مع هذا العالم فترى نفسك غير منفصل عن المصدر ( الله ) وعن الكون وتجد فيه سعادة لا تماثلها أي سعادة , نشوة تحرر الروح من الزمن والمكان والأحداث والمواقف.

لا تبحث عن كيفية للتأمل أو طريقة صحيحة فكل الطرق صحيحة طالما أنك نويت الإتصال والإنصات لصوت سكونك الداخلي , لكن اذا كنت مبتدأ فأنصحك بممارسة التأمل في الطبيعة الخضراء او أمام البحر أو في مكان هاديء بمفردك مع سماع صوت موسيقى هادئة أو بدون الموسيقى , المهم الهدوء وعدم تشتيت  الانتباه حتى تركز على شعورك في اللحظة الحاضرة , ولكن بعد ممارستك للتأمل وفهمك لنفسك ومايمكن أن تصل اليه ستعرف لاحقاً أنه يمكن ممارسته في ظل أي ظروف وفي أي مكان وحتى لو في مكان مزدحم ولو لبضع دقائق , هو أن تكون حاضراً بوعيك في تلك اللحظة مع ايقاف الأفكار وإطفاء العقل للحظات .

ماهو الشعور الذي تشعر به أثناء التأمل العميق ؟

ستسمع حينها صوت قادم من داخل أغوار روحك وتشعر بنفسك الحقيقية وتتصل بها وحين تتصل حقاً تجد أن كل الكون يتصل بك أيضاً حتى الشجر والحيوانات والبشر , كل شيء يتواصل مع أصلك وأصلك يتصل بأصله ويحن اليه .

في لحظة التأمل حين تنظر الى أي شيء حولك .. طفلك .. حيوانك الأليف ..نباتات الزينة .. شجرة .. السماء ..اسمع هذا الصوت الذي تشعر أنه لا يسمعه الآن أحد غيرك .. صوت الصمت بين الاشكال والأصوات .. صوت يأتي من أصل كل من حولك .. هل تسمع هذا الصمت والسكون والجمال ؟؟ هل تسمع صوت التسبيح ؟؟ (وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم).

تلك اللحظة الهادئة الساكنة الصادقة هي صوت تواصل روحك مع أصل كل تلك الأشياء وكلما تواصلت وتعمقت أكثر في تلك اللحظة  ذابت كل الفوارق والإختلافات بينك وبين كل الصور والأصوات لتجد نفسك وطفلك وقطتك والشجر والكل جميعاً في بوتقة واحدة من الرحمة والحب الخالص والكل يصبح انت وأنت تصير الكل وهكذا فتُسَبح وتَسْبِح في الرحمة والحب والسكون والنعيم وتجد نفسك تعود الى الجمال الذي ليس بعده ولا قبله أي جمال .

هي لحظة صمت وأنت تعي وتسمع صوت الصمت في زحمة كل الأشياء تسمعه في صوت رفيف أوراق الأشجار وفي صوت رقرقة  الماء وفي صوت تغريد العصافير هناك بين كل تلك الأصوات صوت الصمت الذي ينبع من مصدر واحد يتصل بداخلك وخارجك هو صوت الوحدة والإتحاد بشيء واحد عظيم جميل جليل تخشع وتصمت وتتحد وتذوب ويذوب عقلك وروحك وكيانك في هذا الجمال الذي لم تكن أبداً لتعرفه قبل ان تتصل به.

اقرأ أيضاً : كيف تعرف أنك وصلت الى الحب اللا مشروط مع توأمك ؟؟

ماهي الوسائل المساعدة التي تساعدني على هذا التركيز؟؟

برغم أنني لم أتعلم من أحد  كيف أتأمل وماهي الوسائل الخاصة التي تساعدني على ذلك ولكني استخدمت ثلاث وسائل بطريقة فطرية جداً ومازلت استخدمها وأذكر لكم منها الآتي :

أولا : التنفس 
التنفس الواعي هو أن تأخذ شهيقاً وزفيراً وكأنك ترى ذلك النفس وهو يدخل ويخرج من رئتيك وحين إدراكك بهذا النفس سيكون هناك حضور ووقتها ستفقد الإتصال بعقلك وهو المطلوب في التأمل ولكن سيعود تفكيرك سريعاً ربما تتذكر أحد قابلته اليوم او تتذكر أنك عليك مهام لم تنهيها , إذا  إسمح للعقل بهذا ولكن لا تركز على الفكرة فحاول تغييرها بان تنظر مرة اخرى للشجرة مثلاً ركز في ورقة معينة كيف انها تتراقص مع نسمة الهواء القادمة وتخيلها ترقص فرحاً وسعيدة , ركز على هذه الورقة وتنفس جيداً وستجد عقلك يذهب مرة أخرى بعيداً ويترك لك مساحة لتبقى في ظل اللحظة الحالية .
  قم بهذا كثيراً واترك العقل يأخذك ثم عد الى تنفسك الواعي مع التأمل في أوراق الشجر 
والنسيم .

ثانياً: فضول الأطفال


هل رأيت كيف يكون للطفل شغف وفضول في النظر الى أي شيء
 حوله , فمثلاً حين أخذت ابنتي الى حديقة مليئة بالأشجار والزهور ظل تركيزي على ردود أفعالها تجاه لمس الأشجار والزهور وكانت تنظر اليها نظرات تعجب واستغراب واعجاب ايضاً , هذه الطبيعة الخلابة لامست فطرتها ربما للإكتشاف والتواصل , ظلت تمسك بفرع شجرة فترة طويلة في تعجب وانبهار , هل كانت طفلتي حينها تمارس تأملاً فطرياً وهي لا تعي ذلك ؟ هي الآن لا تفكر بأمها ولا تفكر في الحلوى ولا الألعاب هي فقط حاضرة كلياً مع هذا الإخضرار والجمال الذي يبهرها .
حين تصل لمثل ذلك الحضور الذي هو عند الطفل حينها تكون اتصلت وفي قمة وعيك وحضورك وتأملك .


ثالثاً : التخيل

أنت الآن في مكان مزدحم وتريد التامل ربما في القطار او في طابور انتظار , تخيل وقتها انك في مكان هادئ أو على شاطيء البحر تخيل بكل حواسك يعني أنت الآن تشم رائحة نسيم البحر وتشعر بهواء بارد منعش وتسمع صوت أمواج البحر , عش هذه اللحظة لو كانت مثل نبضة لكنك عشتها فعلاً بكل جوارحك , ستعود بسرعة بعد سماع صوت أحد يصرخ في الطابور أو صوت قطار قادم , استرخ وانصت مرة أخرى الى صوت الأمواج وشم رائحة النسيم وهكذا , انت الآن تسمح لنفسك بفترات استرخاء في وسط كل هذا العالم والضجيج .

لا تقلق من عدم معرفتك بالطرق الصحيحة لممارسة التأمل , فقط ابدأ واستشعر نفسك حاضراً في الآن وهذا الشعور الواعي وحده كفيل بإنارة الطريق اليك لممارسة التأمل بشكل أعمق وأصدق .




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ما هي طاقة الكونداليني ؟ وكيف تعرف أعراض صعود طاقة الكونداليني عندك ؟

ما هي الذات العليا ؟ هل هي المرشد الداخلي ؟ كيف تسمع اليها وكيف تنتبه لها؟