ماهو الإيجو ؟ وهل هو سبب عدم إتحاد توأم الشعلة؟
ما هو الإيجو ؟ هل الإيجو هو الشيطان ؟ كيف نشأ وكيف تجعله يعمل لصالحك بدلاً من أن يضرك ؟
وهل في علاقة توأم الشعلة الإيجو هو سبب عدم الإتحاد؟
الإيجو هو أنت ولكن أنت بصورة زائفة , أنت في بعد ثالث , صورة صنعتها أنت لنفسك في داخل عقلك , هي الأفكار الواعية عنك,المعتقدات, المسميات والألقاب , هو الهوية المزيفة .
لكن حين نقول أن الإيجو هو الذات المزيفة لا يعني ذلك أنه شيء سلبي يجب تجنبه تماماً.
بالطبع لا يمكن تجنبه بالكامل فأنت إنسان تعيش تجربتك الأرضية بداخل جسد وهذا الجسد متطلباته ولك تطلعاتك دوماً في إنهاء مشاغلك وأعمالك وحاجاتك أي أنك بدون الإيجو تماماً سوف تنحي متطلباتك كبشري خلق بهيئة مادية ولكن حين يصير الإيجو هو الذي يسيطر عليك بشكل كبير فتسمع لتلك الأفكار العقلية وتنتبه فقط لهذه الصورة التي بنيتها عن نفسك في وسط المجموعة الإنسانية على الأرض , فأنت تفصل نفسك عن حقيقتك التي هي أصلها غير مادي والتي هي الروح.
فكما أنك تغذي جسدك وأفكارك الواعية , لابد ان تدرك أنه هناك بداخلك أفكار غير واعية هو منطقة الصمت والاستسلام والهدوء والعودة الى المصدر والذي يرجع أصله وأصل كل روح اليه دائماً.
متى يصبح الإيجو هو الشيطان؟
الإيجو يصبح شيطان نفسك أو شيطان الإنس حينما تظل ترهق عقلك ونفسك في ملاحقة الصورة الزائفة بدون الرجوع الى الداخل أو أنك تستمد قيمة نفسك من هذه الصورة , ويقنعك الشيطان أنك كل شيء في الخارج, انت القوى الخارجية , الحياة المادية وحتى الحب تستمده من الخارج, فدوماً تجري خلف العلاقات والتي تحاول بها سد هذه الفجوة ولا تعرف أن الإمتلاء بهذا الحب لا يأتي إلا من داخلك .
كيف ينشأ الإيجو ؟
نولد ونحن صغار بجسد صغير ومتطلبات قليلة ولكن بروح شفافة عظيمة وطاقة نقية ولكن ينقصنا الإدراك فنكبر ونكتسب تلك الشخصية الزائفة بسبب الجروح التي تتفعل بنا وتذكر نحن من اخترنا تلك الإختبارات لكي نتطور ويتطور وعينا.
فمن يفقد الأمان منذ الصغر مثلاً كرفض أحد الوالدين له وهو صغير تكون عنده فكرة أنه غير محبوب والحب يصبح مكتسب , أي حب مشروط وحين يوجه مشاعر حب ويدخل في علاقات عاطفية يفعل عنده الجرح والذي يذكره دائماً أن الشخص الآخر لن يرغب فيه لأنه لا يستحق هذا الحب وانه مرفوض دائماً وغالباً يرغب من تلك العلاقة لكي يحمي نفسه فنظل نبحث عن كل ما هو ممتلك ومادي لكي نحمي تلك الصورة ونغذيها وهكذا مثل باقي الجراح التي تفعل منذ الطفولة , تختزن كل تلك المعلومات في داخل الإيجو فتظل صورته تطغى على صورتنا الأصلية ونظل دوماً في حاجة الى حماية تلك الصورة بدلاً من التصالح معها وشفائها.
هل ينجح الإيجو وحده في جذب مانريد؟
قانون الجذب مثله مثل باقي القوانين الكونية يعمل بشكل دقيق جداً , فالله يرزق من يشاء بغير حساب.
من يسعى لنيل إرضاء الآخرين وجعل صورته دوماً في أعين الآخرين , الصورة التي يستمد بها قيمته بين المجتمع هو ذاك الذي يصبح عبداً للتوتر والقلق والهموم لأنه بدون تلك الصورة يرفض نفسه بين المجتمع , وحين تهتز تردداته في اهتزاز سلبي يجذب إليه ما ينقص تلك الصورة أكثر فيجد نفسه يخسر أمواله وصحته , علاقاته وحتى لو استطاع أن يجذب بعض مما يتمنى سيفقد سعادته وشغفه بتلك الأشياء لأنه بعد حصوله عليها سيجد شيئاً ما ينقصه وهنا أحيانا يتجه البعض الى صوت الروح وكثيراً ما ينتبه الإنسان الى متطلبات روحه بعد صدمات وخسارات وعلاقات مرهقة و حوادث وأمراض.
متى يعمل الإيجو في مصلحتك؟
يعمل الإيجو في مصلحة الإنسان حين يوجه قيمة مايفعله وما يصير عليه الى مايخدم روحه ,فالروح وعطاء الروح هو الحب اللا مشروط للنفس وللآخرين .
فحين تساعد الآخر بمالك أو وقتك وبالطبع لا تنسى نفسك ولا تظلمها فتساعد الآخرين وذلك لأنك تسعد وتُسعد نفسك بهذا الحب والعطاء وليس جلباً لشكل آخر من الإيجو كنظرة الناس لك أو لمبادلتك تلك العطايا , فأنت تعطي ولا تنتظر ولكنك بداخلك تعلم تماماً أن العطاء يرد فيرد لك الكون كل ما تقدم وبشكل كريم ورائع.
كيف تعرف أن الإيجو يتحكم بك؟
الشعور بمشاعر جياشة من الغضب , الفرح أو الألم وهكذا..
تصبح ردة فعلك تجاه المواقف والأفعال مبالغ فيها بشكل كبير فعند حدوث شيء محزن تتفاعل بشكل كبير مع هذا الحدث وأحياناً تمرض أو تعرض نفسك لضرر ما, تشعر حينها أن الفرح لن يدق على أبوابك مرة أخرى وتشعر أنك أضعت فرصة ما وأن الكون متحامل عليك.
تشعر بأنك بدون امتلاك شيء ما: سيارة , زواج , جسد معين , تفقد قيمتك وتشعر بالحزن إذا لم تحصل على تلك الأشياء وتخشى من مقارنة الآخرين بك وبما تمتلك .
دائماً تنتقد نفسك والآخرين بشكل كبير وتضع الأحكام وأحياناً تكون الأحكام هي شكل لرفض جزء منك ولكنك تسقطه على الآخر ,
فتشعر بإرتياح أن الآخرين يمتلكون أيضاً تلك الصفات .
دائماً ما تأخذ ردود أفعال الآخرين أو اختلافاتهم معك بشكل شخصي وكأنهم يختلفون مع شخصك انت , في حين أنه حين تحاول إظهار صورة الروح والأنا الحقيقة بك , تكون ردة فعلك تجاه الأشخاص والمواقف مختلفة , فأنت لا تشعر بالحزن على عدم امتلاك شيء ما , ولا تجادل بشكل كبير مع الآخرين لإثبات صحة رأيك وتسامح الآخرين وتسامح نفسك أيضاً , فتسامح نفسك على الأخطاء السابقة والماضي وتركز دائماً على العيش في اللحظة الحاضرة وتستمد دائماً قيمة نفسك من الله وتعلم جيداً انك محبوب دائماً أيا كان شكلك أو ممتلكاتك أو علاقاتك .
ماهي علاقة الإيجو مع توأم الشعلة :
أما بالنسبة لتوائم الشعلة فالإيجو يشكل أكبر عائق بينهم وكان هدف هذه العلاقة هو لأن كل من المطارد والهارب لديه الإيجو مرتفع ولديه أيضاً صورة مزيفة عن أنفسهما الحقيقة فكل عمال النور الذين هم في اختبارهم الأرضي لإرتقاء أرواحهم هو من أجل إيجاد ذلك النور الداخلي والذي بعد ان يصلوا اليه سينشرون حباً لا مشروطاً لذواتهم الحقيقية ولكل أرواح الآخرين.
إقرأ أيضاً (كيف تعرف أنك وصلت الى الحب اللا مشروط مع توأمك؟ )..
فالإيجو عند المطارد يأتي في شكل التعلق بالتوأم الهارب فيفضله على ذاته و يطارده مادياً من أجل حماية صورة الإيجو المزيفة عنده والتي تخبره بأنه ليس محبوب فيظل يضحي ويقدم الكثير من أجل أن يستمد هذا الحب من التوأم الهارب .
كما أنه يحاول أن يسيطر ويتحكم في الهارب من أجل الخوف الذي يشعر به من هجر الآخرين له وكل هذا بسبب المعلومات الخاطئة التي يمده بها الإيجو لكي ينسيه أصله وأن الروح التي خلقت هي في أصلها حب لا حدود له يفيض على الكل بلا شرط ولا تقصير.
حين يصل المطارد لمثل هذا الوعي وحين يصل الى انه يستمد هذا الحب من داخله وأن الحب موجود فيه وأنه لا يمكن ان يأخذ الحب من الخارج لأن منبعه الأصلي من الداخل من داخله , يوقف تعلقه بالهارب و بأي شخص او أي شيء آخر.
أما الإيجو بالنسبة للهارب فهو يأتي بسبب حبه الكبير لتكوين صورة مرضية للمجتمع ولأنه يشعر دائماً أنه بدون تلك الصورة سيرفضه الجميع فيكون لاهثاً خلف الأشياء المادية من أجل تحسين تلك الصورة الزائفة.
يجري خلف العلاقات من أجل تضخيم ذلك الإيجو فيظهر بمظهر القاسي و الأناني الذي لا يهتم إلا بنفسه وهو في حقيقة نفسه لا يعرف أن قيمته هي مستمدة من داخله أيضاً , فهو يستمد القيمة والصورة الزائفة من الخارج ليصبح شخصاً آخر غير نفسه , وبعد أن يصل لذلك الوعي والذي يجعله يتذكر أنه ليس كل تلك الماديات والقيم الزائفة وحين يتصل بالله حقاً تحدث له صحوات قوية يجعله يدمر ذلك الإيجو ويجعله ينتبه لصوت روحه والذي نسيه منذ زمن.
تعليقات
إرسال تعليق